خدمات تلفن همراه

قرآن تبيان- جزء 25 - حزب 49 - سوره فصلت - صفحه 482


إِلَیْهِ یُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ مِّنْ أَکْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَیَوْمَ یُنَادِیهِمْ أَیْنَ شُرَکَائِی قَالُوا آذَنَّاکَ مَا مِنَّا مِن شَهِیدٍ
47 - ( فأي آيات الله ) جاءت علي اللغة المستفيضة . وقولك : فأية آيات الله قليل ، لأن التفرقة بين المذكر والمؤنث في الأسماء غير الصفات نحو حمار و حمارة غريب ، وهي في ( أي ) أغرب لإبهامه .
وَضَلَّ عَنْهُم مَّا کَانُوا یَدْعُونَ مِن قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُم مِّن مَّحِیصٍ
48 - ( وآثارا ) قصورهم ومصانعهم . وقيل : مشيهم بأرجلهم لعظم أجرامهم ( فما أغني عنهم ) ما نافية أو مضمنة معني الاستفهام ، ومحلها النصب ، والثانية موصولة أو مصدرية ومحلها الرفع ، يعني أي شي ء أغني عنهم مكسوبهم أو كسبهم
لَّا یَسْأَمُ الْإِنسَانُ مِن دُعَاءِ الْخَیْرِ وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَیَئُوسٌ قَنُوطٌ
49 - ( فرحوا بما عندهم من العلم ) فيه وجوه : منها أنه أراد العلم الوارد علي طريق التهكم في قوله تعالي ( بل ادارك علمهم في الَخرة ) : وعلمهم في الَخرة أنهم كانوا يقولون لانبعث ولا نعذب ، ( وما أظن الساعة قائمة ولئن رجعت إلي ربي إن لي عنده للحسني ) ، ( وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلي ربي لأجدن خيرا منها منقلبا ) وكانوا يفرحون بذلك ويدفعون به البينات وعلم الأنبياء ، كما قال عز وجل ( كل حزب بما لديهم فرحون ) ومنها : أن يريد علم الفلاسفة والدهريين من بني يونان ، وكانوا إذا سمعوا بوحي الله : دفعوه وصغروا علم الأنبياء إلي علمهم . وعن سقراط : أنه سمع بموسي صلوات الله عليه وسلامه ، وقيل له . لو هاجرت إليه فقال : نحن قوم مهذبون فلا حاجة بنا إلي من يهذبنا . ومنها : أن يوضع قوله ( فرحوا بما عندهم من العلم ) ولا علم عندهم البتة ، موضع قوله : يفرحوا بما جاءهم من العلم ، مبالغة في نفي فرحهم بالوحي الموجب لأقصي الفرح والمسرة ، مع تهكم بفرط جهلهم وخلوهم من العلماء . ومنها أن يراد : فرحوا بما عند الرسل من العلم فرح ضحك منه واستهزاء به ، كأنه قال : استهزؤا بالبينات وبما جاؤا به من علم الوحي فرحين مرحين . ويدل عليه قوله تعالي ( وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ) ومنها : أن يجعل الفرح للرسل . ومعناه : أن الرسل لما رأوا جهلهم المتمادي واستهزائهم بالحق وعلموا سوء عاقبتهم وما يلحقهم من العقوبة علي جهلهم واستهزائهم : فرحوا بما أوتوا من العلم وشكروا الله عليه ، وحاق بالكافرين جزاء جهلهم واستهزائهم . ويجوز أن يريد بما فرحوا به من العلم : علمهم بأمور الدنيا ومعرفتهم بتدبيرها ، كما قال تعالي ( يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الَخرة هم غافلون ) ، ( ذلك مبلغهم من العلم ) فلما جاءهم الرسل بعلوم الديانات وهي أبعد شي ء من علمهم لبعثها علي رفض الدنيا والظلف عن الملاذ والشهوات لم يلتفتوا إليها وصغروها واستهزؤا بها ، واعتقدوا أنه لا علم أنفع وأجلب للفوائد من علمهم ، ففرحوا به .
وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَیَقُولَنَّ هَذَا لِی وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَى رَبِّی إِنَّ لِی عِندَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِینَ کَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِیقَنَّهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِیظٍ
50 - البأس : شدة العذاب . ومنه قوله تعالي ( بعذاب بئيس ) . فإن قلت : أي فرق بين قوله تعالي ( فلم يك ينفعهم إيمانهم ) وبينه لو قيل : فلم ينفعهم إيمانهم ؟ قلت : هو من كان في نحو قوله ( ما كان لله أن يتخذ من ولد ) والمعني : فلم يصح ولم يستقم أن ينفعهم إيمانهم . فإن قلت : كيف ترادفت هذه الفاآت ؟ قلت : أما قوله تعالي ( فما أغني عنهم ) فهو نتيجة قوله ( كانوا أكثر منهم ) وأما قوله ( فلما جاءتهم رسلهم بالبينات ) فجار مجري البيان والتفسير ، لقوله تعالي ( فما أغني عنهم ) كقولك : رزق زبد المال فمنع المعروف فلم يحسن إلي الفقراء . وقوله ( فلما رأوا بأسنا ) تابع لقوله ( فلما جاءتهم ) كأنه قال : فكفروا فلما رأوا بأسنا آمنوا ،
وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِیضٍ
51 - وكذلك ( فلم ينفعهم إيمانهم ) تابع لإيمانهم لما رأو بأس الله ( سنت الله ) بمنزلة ( وعد الله ) وما أشبهه من المصادر المؤكدة . و( هنالك ) مكان مستعار للزمان ، أي : وخسروا وقت رؤية البأس ، وكذلك قوله ( وخسر هنالك المبطلون ) بعد قوله ( فإذا جاء أمر الله قضي بالحق ) أي : وخسروا وقت مجي ء أمر الله ، أو وقت القضاء بالحق . عن رسول الله صلي الله عليه وسلم : " من قرأ سورة المؤمن لم يبق روح نبي ولا صديق ولا شهيد ولا مؤمن إلا صلي عليه واستغفر له "
قُلْ أَرَأَیْتُمْ إِن کَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ثُمَّ کَفَرْتُم بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِی شِقَاقٍ بَعِیدٍ
52 - إن جعلت ( حم ) اسما للسورة كانت في موضع المبتدأ .
سَنُرِیهِمْ آیَاتِنَا فِی الْآفَاقِ وَفِی أَنفُسِهِمْ حَتَّى یَتَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ یَکْفِ بِرَبِّکَ أَنَّهُ عَلَى کُلِّ شَیْءٍ شَهِیدٌ
53 - و ( تنزيل ) خبر حم . وإن جعلتها تعديدا للحروف كان ( تنزيل ) خبرا لمبتدأ محذوف و
أَلَا إِنَّهُمْ فِی مِرْیَةٍ مِّن لِّقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِکُلِّ شَیْءٍ مُّحِیطٌ
54 - ( كتاب ) بدل من تنزيل . أو خبر بعد خبر . أو خبر مبتدأ محذوف . وجوز الزجاج أن يكون ( تنزيل ) مبتدأ ، و ( كتاب ) خبره . ووجهه أن تنزيلا تخصص بالصفة فساغ وقوعه مبتدأ ( فصلت آياته ) ميزت وجعلت تفاصيل في معان مختلفة : من أحكام وأمثال ومواعظ ، ووعد ووعيد ، وغير ذلك . وقرئ : فصلت ، أي : فرقت بين الحق والباطل . أو فصل بعضها من بعض باختلاف معانيها ، من قولك : فصل من البلد ( قرآنا عربيا ) نصب علي الاختصاص والمدح ، أي : أريد بهذا الكتاب المفصل قرآنا من صفته كيت وكيت . وقيل : هو نصب علي الحال ، أي : فصلت آياته في حال كونه قرآنا عربيا ( لقوم يعلمون ) أي لقوم عرب يعلمون ما نزل عليهم من الَيات المفصلة المبينة بلسانهم العربي المبين ، لا يلتبس عليهم شي ء منه . فإن قلت : بم يتعلق قوله ( لقوم يعلمون ) ؟ قلت : يجوز أن يتعلق بتنزيل أو بفصلت ، أي : تنزيل من الله لأجلهم . أو فصلت آياته لهم . والأجود أن يكون صفة مثل ما قبله و ما بعده ، أي قرآنا عربيا كائنا لقوم عرب ، لئلا يفرق بين الصلات والصفات .

صفحه : 482
بزرگتر  کوچکتر  بدون ترجمه  انتخاب  فهرست  جستجو  صفحه بعد  صفحه قبل 
اگر این صفحه عملکرد مناسبی ندارد
از این لینک کمکی استفاده فرمایید .
 
قرآن  عثمان طه با کیفیت بالا صفحه 482
تصویر  انتخاب  فهرست  جستجو  صفحه بعد  صفحه قبل 
اگر این صفحه عملکرد مناسبی ندارد
از این لینک کمکی استفاده فرمایید .
 

47 - ( فأي آيات الله ) جاءت علي اللغة المستفيضة . وقولك : فأية آيات الله قليل ، لأن التفرقة بين المذكر والمؤنث في الأسماء غير الصفات نحو حمار و حمارة غريب ، وهي في ( أي ) أغرب لإبهامه .

48 - ( وآثارا ) قصورهم ومصانعهم . وقيل : مشيهم بأرجلهم لعظم أجرامهم ( فما أغني عنهم ) ما نافية أو مضمنة معني الاستفهام ، ومحلها النصب ، والثانية موصولة أو مصدرية ومحلها الرفع ، يعني أي شي ء أغني عنهم مكسوبهم أو كسبهم

49 - ( فرحوا بما عندهم من العلم ) فيه وجوه : منها أنه أراد العلم الوارد علي طريق التهكم في قوله تعالي ( بل ادارك علمهم في الَخرة ) : وعلمهم في الَخرة أنهم كانوا يقولون لانبعث ولا نعذب ، ( وما أظن الساعة قائمة ولئن رجعت إلي ربي إن لي عنده للحسني ) ، ( وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلي ربي لأجدن خيرا منها منقلبا ) وكانوا يفرحون بذلك ويدفعون به البينات وعلم الأنبياء ، كما قال عز وجل ( كل حزب بما لديهم فرحون ) ومنها : أن يريد علم الفلاسفة والدهريين من بني يونان ، وكانوا إذا سمعوا بوحي الله : دفعوه وصغروا علم الأنبياء إلي علمهم . وعن سقراط : أنه سمع بموسي صلوات الله عليه وسلامه ، وقيل له . لو هاجرت إليه فقال : نحن قوم مهذبون فلا حاجة بنا إلي من يهذبنا . ومنها : أن يوضع قوله ( فرحوا بما عندهم من العلم ) ولا علم عندهم البتة ، موضع قوله : يفرحوا بما جاءهم من العلم ، مبالغة في نفي فرحهم بالوحي الموجب لأقصي الفرح والمسرة ، مع تهكم بفرط جهلهم وخلوهم من العلماء . ومنها أن يراد : فرحوا بما عند الرسل من العلم فرح ضحك منه واستهزاء به ، كأنه قال : استهزؤا بالبينات وبما جاؤا به من علم الوحي فرحين مرحين . ويدل عليه قوله تعالي ( وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ) ومنها : أن يجعل الفرح للرسل . ومعناه : أن الرسل لما رأوا جهلهم المتمادي واستهزائهم بالحق وعلموا سوء عاقبتهم وما يلحقهم من العقوبة علي جهلهم واستهزائهم : فرحوا بما أوتوا من العلم وشكروا الله عليه ، وحاق بالكافرين جزاء جهلهم واستهزائهم . ويجوز أن يريد بما فرحوا به من العلم : علمهم بأمور الدنيا ومعرفتهم بتدبيرها ، كما قال تعالي ( يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الَخرة هم غافلون ) ، ( ذلك مبلغهم من العلم ) فلما جاءهم الرسل بعلوم الديانات وهي أبعد شي ء من علمهم لبعثها علي رفض الدنيا والظلف عن الملاذ والشهوات لم يلتفتوا إليها وصغروها واستهزؤا بها ، واعتقدوا أنه لا علم أنفع وأجلب للفوائد من علمهم ، ففرحوا به .

50 - البأس : شدة العذاب . ومنه قوله تعالي ( بعذاب بئيس ) . فإن قلت : أي فرق بين قوله تعالي ( فلم يك ينفعهم إيمانهم ) وبينه لو قيل : فلم ينفعهم إيمانهم ؟ قلت : هو من كان في نحو قوله ( ما كان لله أن يتخذ من ولد ) والمعني : فلم يصح ولم يستقم أن ينفعهم إيمانهم . فإن قلت : كيف ترادفت هذه الفاآت ؟ قلت : أما قوله تعالي ( فما أغني عنهم ) فهو نتيجة قوله ( كانوا أكثر منهم ) وأما قوله ( فلما جاءتهم رسلهم بالبينات ) فجار مجري البيان والتفسير ، لقوله تعالي ( فما أغني عنهم ) كقولك : رزق زبد المال فمنع المعروف فلم يحسن إلي الفقراء . وقوله ( فلما رأوا بأسنا ) تابع لقوله ( فلما جاءتهم ) كأنه قال : فكفروا فلما رأوا بأسنا آمنوا ،

51 - وكذلك ( فلم ينفعهم إيمانهم ) تابع لإيمانهم لما رأو بأس الله ( سنت الله ) بمنزلة ( وعد الله ) وما أشبهه من المصادر المؤكدة . و( هنالك ) مكان مستعار للزمان ، أي : وخسروا وقت رؤية البأس ، وكذلك قوله ( وخسر هنالك المبطلون ) بعد قوله ( فإذا جاء أمر الله قضي بالحق ) أي : وخسروا وقت مجي ء أمر الله ، أو وقت القضاء بالحق . عن رسول الله صلي الله عليه وسلم : " من قرأ سورة المؤمن لم يبق روح نبي ولا صديق ولا شهيد ولا مؤمن إلا صلي عليه واستغفر له "

52 - إن جعلت ( حم ) اسما للسورة كانت في موضع المبتدأ .

53 - و ( تنزيل ) خبر حم . وإن جعلتها تعديدا للحروف كان ( تنزيل ) خبرا لمبتدأ محذوف و

54 - ( كتاب ) بدل من تنزيل . أو خبر بعد خبر . أو خبر مبتدأ محذوف . وجوز الزجاج أن يكون ( تنزيل ) مبتدأ ، و ( كتاب ) خبره . ووجهه أن تنزيلا تخصص بالصفة فساغ وقوعه مبتدأ ( فصلت آياته ) ميزت وجعلت تفاصيل في معان مختلفة : من أحكام وأمثال ومواعظ ، ووعد ووعيد ، وغير ذلك . وقرئ : فصلت ، أي : فرقت بين الحق والباطل . أو فصل بعضها من بعض باختلاف معانيها ، من قولك : فصل من البلد ( قرآنا عربيا ) نصب علي الاختصاص والمدح ، أي : أريد بهذا الكتاب المفصل قرآنا من صفته كيت وكيت . وقيل : هو نصب علي الحال ، أي : فصلت آياته في حال كونه قرآنا عربيا ( لقوم يعلمون ) أي لقوم عرب يعلمون ما نزل عليهم من الَيات المفصلة المبينة بلسانهم العربي المبين ، لا يلتبس عليهم شي ء منه . فإن قلت : بم يتعلق قوله ( لقوم يعلمون ) ؟ قلت : يجوز أن يتعلق بتنزيل أو بفصلت ، أي : تنزيل من الله لأجلهم . أو فصلت آياته لهم . والأجود أن يكون صفة مثل ما قبله و ما بعده ، أي قرآنا عربيا كائنا لقوم عرب ، لئلا يفرق بين الصلات والصفات .

مشخصات :
قرآن تبيان- جزء 25 - حزب 49 - سوره فصلت - صفحه 482
قرائت ترتیل سعد الغامدی-آيه اي-باکیفیت(MP3)
بصورت فونتی ، رسم الخط quran-simple-enhanced ، فونت قرآن طه
با اندازه فونت 25px
بصورت تصویری ، قرآن عثمان طه با کیفیت بالا

مشخصات ترجمه یا تفسیر :
تفسیر کشاف

انتخاب  فهرست  جستجو  صفحه بعد  صفحه قبل 
اگر این صفحه عملکرد مناسبی ندارد
از این لینک کمکی استفاده فرمایید .
 
خدمات تلفن همراه
مراجعه: 90,981,399