خدمات تلفن همراه

قرآن تبيان- جزء 24 - حزب 47 - سوره زمر - صفحه 462


فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن کَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَکَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَیْسَ فِی جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْکَافِرِینَ
32 - فإن قلت : بم يتعلق ( إذ يختصمون ) ؟ قلت : بمحذوف ، لأن المعني : ما كان لي من علم بكلام الملإ الأعلي ؟ وقت اختصامهم ، و ( إذ قال ) بدل من ( إذ يختصمون ) . فإن قلت : ما المراد بالملإ الأعلي ؟ قلت : أصحاب القصة الملائكة وآدم وإبليس ، لأنهم كانوا في السماء وكان التقاول بينهم : فإن قلت : ما كان التقاول بينهم إنما كان بين الله تعالي وبينهم ، لأن الله سبحانه وتعالي هو الذي قال لهم وقالوا له ، فأنت بين أمرين : إما أن تقول الملأ الأعلي هؤلاء ، وكان التقاول بينهم ولم يكن التفاؤل بينهم وإما أن تقول : التقاول كان بين الله وبينهم ، فقد جعلته من الملإ الأعلي . قلت : كانت مقاولة الله سبحانه بواسطة ملك ، فكان المقاول في الحقيقة هو الملك المتوسط ، فصح أن التقاول كان بين الملائكة وآدم وإبليس ، وهم الملأ الأعلي . والمراد بالاختصام : التقاول علي ما سبق .
وَالَّذِی جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِکَ هُمُ الْمُتَّقُونَ
33 - ( إن يوحي إلي إلا أنما أنا نذير ) أي لأنما أنا نذير . ومعناه : ما يوحي إلي إلا للإنذار ، فحذف اللام وانتصب بإفضاء الفعل إليه . ويجوز أن يرتفع علي معني : ما يوحي إلي إلا هذا ، وهو أن أنذر وأبلغ ولا أفرط في ذلك ، أي ما أومر إلا بهذا الأمر وحده ، وليس إلي غير ذلك . وقرئ إنما بالكسر علي الحكاية ، أي : إلا هذا القول ، وهو أن أقول لكم : إنما أنا نذير مبين ولا أدعي شيئا آخر .
لَهُم مَّا یَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِکَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِینَ
34 - و ( إذ قال ) بدل من ( إذ يختصمون ) . فإن قلت : ما المراد بالملإ الأعلي ؟ قلت : أصحاب القصة الملائكة وآدم وإبليس ، لأنهم كانوا في السماء وكان التقاول بينهم : فإن قلت : ما كان التقاول بينهم إنما كان بين الله تعالي وبينهم ، لأن الله سبحانه وتعالي هو الذي قال لهم وقالوا له ، فأنت بين أمرين : إما أن تقول الملأ الأعلي هؤلاء ، وكان التقاول بينهم ولم يكن التفاؤل بينهم وإما أن تقول : التقاول كان بين الله وبينهم ، فقد جعلته من الملإ الأعلي . قلت : كانت مقاولة الله سبحانه بواسطة ملك ، فكان المقاول في الحقيقة هو الملك المتوسط ، فصح أن التقاول كان بين الملائكة وآدم وإبليس ، وهم الملأ الأعلي . والمراد بالاختصام : التقاول علي ما سبق . فإن قلت : كيف صح أن يقول لهم ) إني خالق بشرا ) وما عرفوا ما البشر ولا عهدوا به قبل ؟ قلت : وجهه أن يكون قد قال لهم : إني خالق خلقا من صفته كيت وكيت ، ولكنه حين حكاه اقتصر علي الاسم .
لِیُکَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِی عَمِلُوا وَیَجْزِیَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَّذِی کَانُوا یَعْمَلُونَ
35 - ( فإذا سويته ) فإذا أتممت خلقه وعدلته ( ونفخت فيه من روحي ) وأحييته وجعلته حساسا متنفسا ( فقعوا ) فخروا .
أَلَیْسَ اللَّهُ بِکَافٍ عَبْدَهُ وَیُخَوِّفُونَکَ بِالَّذِینَ مِن دُونِهِ وَمَن یُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ
36 - كل : للإحاطة . وأجمعون : للاجتماع ، فأفادا معا أنهم سجدوا عن آخرهم ما بقي منهم ملك إلا سجد ، وأنهم سجدوا جميعا في وقت واحد غير متفرقين في أوقات . فإن قلت : كيف ساغ السجود لغير الله ؟ قلت : الذي لا يسوغ هو السجود لغير الله علي وجه العبادة ، فأما علي وجه التكرمة والتبجيل فلا يأباه العقل ، إلا أن يعلم الله فيه مفسدة فينهي عنه .
وَمَن یَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ أَلَیْسَ اللَّهُ بِعَزِیزٍ ذِی انتِقَامٍ
37 - فإن قلت : كيف استثني إبليس من الملائكة وهو من الجن ؟ قلت : قد أمر بالسجود معهم فغلبوا عليه في قوله ( فسجد الملائكة ) ثم استثني كما يستثني الواحد منهم استثناء متصلا ( وكان من الكافرين ) أريد وجود كفره ذلك الوقت وإن لم يكن قبله كافرا ، لأن ( كان ) مطلق في جنس الأوقات الماضية ، فهو صالح لأيها شئت . ويجوز أن يراد : وكان من الكافرين في الأزمنة الماضية في علم الله .
وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَیَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَیْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِیَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ کَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِی بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِکَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِیَ اللَّهُ عَلَیْهِ یَتَوَکَّلُ الْمُتَوَکِّلُونَ
38 - فإن قلت : ما وجه قوله ( خلقت بيدي ) : قلت : قد سبق لنا أن ذا اليدين يباشر أكثر أعماله بيديه ، فغلب العمل باليدين علي سائر الأعمال التي تباشر بغيرهما ، حتي قيل في غمل القلب : هو مما عملت يداك ، وحتي قيل ممن لايدي له : يداك أوكتا وفوك نفخ ، وحتي لم يبق فرق بين قولك : هذا مما عملته ، وهذا مما عملته يداك . ومنه قوله تعالي ( مما عملت أيدينا ) و ( لما خلقت بيدي ) . فإن قلت : فما معني قوله ( ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ) ؟ قلت : الوجه الذي استنكر له إبليس السجود لَدم ، واستنكف منه أنه سجود لمخلوق ، فذهب بنفسه ، وتكبر أن يكون سجوده لغير الخالق ، وانضم إلي ذلك أن آدم مخلوق من طين وهو مخلوق من نار . ورأي للنار فضلا علي الطين فاستعظم أن يسجد لمخلوق مع فضله عليه في المنصب ، وزل عنه أن الله سبحانه حين أمر به أعز عباده عليه وأقربهم منه زلفي وهم الملائكة ، وهم أحق بأن يذهبوا بأنفسهم عن التواضع للبشر الضئيل ، ويستنكفوا من السجود له من غيرهم ، ثم لم يفعلوا وتبعوا امر الله وجعلوه قدام أعينهم ، ولم يلتفتوا إلي التفاوت بين الساجد والمسجود له ، تعظيما لأمر ربهم وإجلالا لخطابه : كان هو مع انحطاطه عن مراتبهم حري بأن يقتدي بهم ويقتفي أثرهم ، ويعلم أنهم في السجود لمن هو دونهم بأمر الله ، أو غل في عبادته منهم في السجود له ، لما فيه من طرح الكبرياء وخفض الجناح ، فقيل له : ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ، أي : ما منعك من السجود لشي ء هو كما تقول مخلوق خلقته بيدي لا شك في كونه مخلوقا امتثالا لأمري وإعظاما لخطابي كما فعلت الملائكة ، فذكر له ما تركه من السجود مع ذكر العلة التي تشبث بها في تركه ، وقيل له : لم تركته مع وجود هذه العلة ، وقد أمرك الله به ، يعني : كان عليك أن تعتبر أمر الله ولا تعتبر هذه العلة ، فيقول له : ما منعك أن تتواضع لمن لا يخفي علي سقوطه ، يريد : هلا اعتبرت أمري وخطابي وتركت اعتبار سقطوه ، وفيه : أني خلقته بيدي ، فأنا أعلم بحاله ، ومع ذلك أمرت الملائكة بأن يسجدوا له لداعي حكمة دعاني إليه : من إنعام عليه بالتكرمة السنية وابتلاء للملائكة ، فمن أنت حتي يصرفك عن السجود له ، ما لم يصرفني عن الأمر بالسجود له . وقيل : معني ( لما خلقت بيدي ) لما خلقت بغير واسطة . وقرئ : بيدي ، كما قرئ : بمصرخي . وقرئ : بيدي ، علي التوحيد ( من العالين ) ممن علوت وفقت ، فأجاب بأنه من العالين حيث
قُلْ یَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَکَانَتِکُمْ إِنِّی عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ
39 - ( قال أنا خير منه ) وقيل : استكبرت الَن ، أم لم تزل منذ كنت من المستكبرين . ومعني الهمزة : التقرير . وقرئ : استكبرت بحذف حرف الاستفهام ، لأن أم تدل عليه . أو بمعني الإخبار . هذا علي سبيل الأولي ، أي : لو كان مخلوقا من نار لما سجدت له ، لأنه مخلوق مثلي ، فكيف أسجد لمن هو دوني لأنه من طين والنار تغلب الطين وتأكله ، وقد جرت الجملة الثانية من الأولي وهي ( خلقتني من نار ) مجري المعطوف عطف البيان من المعطوف عليه في البيان والإيضاح .
مَن یَأْتِیهِ عَذَابٌ یُخْزِیهِ وَیَحِلُّ عَلَیْهِ عَذَابٌ مُّقِیمٌ
40 - ( منها ) من الجنة . وقيل : من السموات . وقيل : من الخلقة التي أنت فيها ، لأنه كان يفتخر بخلقته فغير الله خلقته ، فاسود بعد ما كان أبيض وقبح بعد ما كان حسنا ، وأظلم بعد ما كان نورانيا . والرجيم : المرجوم . ومعناه : المطرود ، كما قيل له : المدحور والملعون ، لأن من طرد رمي بالحجارة علي أثره . والرجم : الرمي بالحجارة . أو لأن الشياطين يرجمون بالشهب .

صفحه : 462
بزرگتر  کوچکتر  بدون ترجمه  انتخاب  فهرست  جستجو  صفحه بعد  صفحه قبل 
اگر این صفحه عملکرد مناسبی ندارد
از این لینک کمکی استفاده فرمایید .
 
قرآن  عثمان طه با کیفیت بالا صفحه 462
تصویر  انتخاب  فهرست  جستجو  صفحه بعد  صفحه قبل 
اگر این صفحه عملکرد مناسبی ندارد
از این لینک کمکی استفاده فرمایید .
 

32 - فإن قلت : بم يتعلق ( إذ يختصمون ) ؟ قلت : بمحذوف ، لأن المعني : ما كان لي من علم بكلام الملإ الأعلي ؟ وقت اختصامهم ، و ( إذ قال ) بدل من ( إذ يختصمون ) . فإن قلت : ما المراد بالملإ الأعلي ؟ قلت : أصحاب القصة الملائكة وآدم وإبليس ، لأنهم كانوا في السماء وكان التقاول بينهم : فإن قلت : ما كان التقاول بينهم إنما كان بين الله تعالي وبينهم ، لأن الله سبحانه وتعالي هو الذي قال لهم وقالوا له ، فأنت بين أمرين : إما أن تقول الملأ الأعلي هؤلاء ، وكان التقاول بينهم ولم يكن التفاؤل بينهم وإما أن تقول : التقاول كان بين الله وبينهم ، فقد جعلته من الملإ الأعلي . قلت : كانت مقاولة الله سبحانه بواسطة ملك ، فكان المقاول في الحقيقة هو الملك المتوسط ، فصح أن التقاول كان بين الملائكة وآدم وإبليس ، وهم الملأ الأعلي . والمراد بالاختصام : التقاول علي ما سبق .

33 - ( إن يوحي إلي إلا أنما أنا نذير ) أي لأنما أنا نذير . ومعناه : ما يوحي إلي إلا للإنذار ، فحذف اللام وانتصب بإفضاء الفعل إليه . ويجوز أن يرتفع علي معني : ما يوحي إلي إلا هذا ، وهو أن أنذر وأبلغ ولا أفرط في ذلك ، أي ما أومر إلا بهذا الأمر وحده ، وليس إلي غير ذلك . وقرئ إنما بالكسر علي الحكاية ، أي : إلا هذا القول ، وهو أن أقول لكم : إنما أنا نذير مبين ولا أدعي شيئا آخر .

34 - و ( إذ قال ) بدل من ( إذ يختصمون ) . فإن قلت : ما المراد بالملإ الأعلي ؟ قلت : أصحاب القصة الملائكة وآدم وإبليس ، لأنهم كانوا في السماء وكان التقاول بينهم : فإن قلت : ما كان التقاول بينهم إنما كان بين الله تعالي وبينهم ، لأن الله سبحانه وتعالي هو الذي قال لهم وقالوا له ، فأنت بين أمرين : إما أن تقول الملأ الأعلي هؤلاء ، وكان التقاول بينهم ولم يكن التفاؤل بينهم وإما أن تقول : التقاول كان بين الله وبينهم ، فقد جعلته من الملإ الأعلي . قلت : كانت مقاولة الله سبحانه بواسطة ملك ، فكان المقاول في الحقيقة هو الملك المتوسط ، فصح أن التقاول كان بين الملائكة وآدم وإبليس ، وهم الملأ الأعلي . والمراد بالاختصام : التقاول علي ما سبق . فإن قلت : كيف صح أن يقول لهم ) إني خالق بشرا ) وما عرفوا ما البشر ولا عهدوا به قبل ؟ قلت : وجهه أن يكون قد قال لهم : إني خالق خلقا من صفته كيت وكيت ، ولكنه حين حكاه اقتصر علي الاسم .

35 - ( فإذا سويته ) فإذا أتممت خلقه وعدلته ( ونفخت فيه من روحي ) وأحييته وجعلته حساسا متنفسا ( فقعوا ) فخروا .

36 - كل : للإحاطة . وأجمعون : للاجتماع ، فأفادا معا أنهم سجدوا عن آخرهم ما بقي منهم ملك إلا سجد ، وأنهم سجدوا جميعا في وقت واحد غير متفرقين في أوقات . فإن قلت : كيف ساغ السجود لغير الله ؟ قلت : الذي لا يسوغ هو السجود لغير الله علي وجه العبادة ، فأما علي وجه التكرمة والتبجيل فلا يأباه العقل ، إلا أن يعلم الله فيه مفسدة فينهي عنه .

37 - فإن قلت : كيف استثني إبليس من الملائكة وهو من الجن ؟ قلت : قد أمر بالسجود معهم فغلبوا عليه في قوله ( فسجد الملائكة ) ثم استثني كما يستثني الواحد منهم استثناء متصلا ( وكان من الكافرين ) أريد وجود كفره ذلك الوقت وإن لم يكن قبله كافرا ، لأن ( كان ) مطلق في جنس الأوقات الماضية ، فهو صالح لأيها شئت . ويجوز أن يراد : وكان من الكافرين في الأزمنة الماضية في علم الله .

38 - فإن قلت : ما وجه قوله ( خلقت بيدي ) : قلت : قد سبق لنا أن ذا اليدين يباشر أكثر أعماله بيديه ، فغلب العمل باليدين علي سائر الأعمال التي تباشر بغيرهما ، حتي قيل في غمل القلب : هو مما عملت يداك ، وحتي قيل ممن لايدي له : يداك أوكتا وفوك نفخ ، وحتي لم يبق فرق بين قولك : هذا مما عملته ، وهذا مما عملته يداك . ومنه قوله تعالي ( مما عملت أيدينا ) و ( لما خلقت بيدي ) . فإن قلت : فما معني قوله ( ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ) ؟ قلت : الوجه الذي استنكر له إبليس السجود لَدم ، واستنكف منه أنه سجود لمخلوق ، فذهب بنفسه ، وتكبر أن يكون سجوده لغير الخالق ، وانضم إلي ذلك أن آدم مخلوق من طين وهو مخلوق من نار . ورأي للنار فضلا علي الطين فاستعظم أن يسجد لمخلوق مع فضله عليه في المنصب ، وزل عنه أن الله سبحانه حين أمر به أعز عباده عليه وأقربهم منه زلفي وهم الملائكة ، وهم أحق بأن يذهبوا بأنفسهم عن التواضع للبشر الضئيل ، ويستنكفوا من السجود له من غيرهم ، ثم لم يفعلوا وتبعوا امر الله وجعلوه قدام أعينهم ، ولم يلتفتوا إلي التفاوت بين الساجد والمسجود له ، تعظيما لأمر ربهم وإجلالا لخطابه : كان هو مع انحطاطه عن مراتبهم حري بأن يقتدي بهم ويقتفي أثرهم ، ويعلم أنهم في السجود لمن هو دونهم بأمر الله ، أو غل في عبادته منهم في السجود له ، لما فيه من طرح الكبرياء وخفض الجناح ، فقيل له : ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ، أي : ما منعك من السجود لشي ء هو كما تقول مخلوق خلقته بيدي لا شك في كونه مخلوقا امتثالا لأمري وإعظاما لخطابي كما فعلت الملائكة ، فذكر له ما تركه من السجود مع ذكر العلة التي تشبث بها في تركه ، وقيل له : لم تركته مع وجود هذه العلة ، وقد أمرك الله به ، يعني : كان عليك أن تعتبر أمر الله ولا تعتبر هذه العلة ، فيقول له : ما منعك أن تتواضع لمن لا يخفي علي سقوطه ، يريد : هلا اعتبرت أمري وخطابي وتركت اعتبار سقطوه ، وفيه : أني خلقته بيدي ، فأنا أعلم بحاله ، ومع ذلك أمرت الملائكة بأن يسجدوا له لداعي حكمة دعاني إليه : من إنعام عليه بالتكرمة السنية وابتلاء للملائكة ، فمن أنت حتي يصرفك عن السجود له ، ما لم يصرفني عن الأمر بالسجود له . وقيل : معني ( لما خلقت بيدي ) لما خلقت بغير واسطة . وقرئ : بيدي ، كما قرئ : بمصرخي . وقرئ : بيدي ، علي التوحيد ( من العالين ) ممن علوت وفقت ، فأجاب بأنه من العالين حيث

39 - ( قال أنا خير منه ) وقيل : استكبرت الَن ، أم لم تزل منذ كنت من المستكبرين . ومعني الهمزة : التقرير . وقرئ : استكبرت بحذف حرف الاستفهام ، لأن أم تدل عليه . أو بمعني الإخبار . هذا علي سبيل الأولي ، أي : لو كان مخلوقا من نار لما سجدت له ، لأنه مخلوق مثلي ، فكيف أسجد لمن هو دوني لأنه من طين والنار تغلب الطين وتأكله ، وقد جرت الجملة الثانية من الأولي وهي ( خلقتني من نار ) مجري المعطوف عطف البيان من المعطوف عليه في البيان والإيضاح .

40 - ( منها ) من الجنة . وقيل : من السموات . وقيل : من الخلقة التي أنت فيها ، لأنه كان يفتخر بخلقته فغير الله خلقته ، فاسود بعد ما كان أبيض وقبح بعد ما كان حسنا ، وأظلم بعد ما كان نورانيا . والرجيم : المرجوم . ومعناه : المطرود ، كما قيل له : المدحور والملعون ، لأن من طرد رمي بالحجارة علي أثره . والرجم : الرمي بالحجارة . أو لأن الشياطين يرجمون بالشهب .

مشخصات :
قرآن تبيان- جزء 24 - حزب 47 - سوره زمر - صفحه 462
قرائت ترتیل سعد الغامدی-آيه اي-باکیفیت(MP3)
بصورت فونتی ، رسم الخط quran-simple-enhanced ، فونت قرآن طه
با اندازه فونت 25px
بصورت تصویری ، قرآن عثمان طه با کیفیت بالا

مشخصات ترجمه یا تفسیر :
تفسیر کشاف

انتخاب  فهرست  جستجو  صفحه بعد  صفحه قبل 
اگر این صفحه عملکرد مناسبی ندارد
از این لینک کمکی استفاده فرمایید .
 
خدمات تلفن همراه
مراجعه: 91,225,778